title

تعديل

طالب التوجيهي بحاجة الى توجيه في كل نقطة وعليك كطالب ان تكون مستمعا جيدا لخبرات من سبقك من الطلاب , هذه المدونة لدع مطلاب التوجيهي او الثاني ثانوي في كل البلاد العربية املين من ان تتحقق الفائدة عامر جرادات

facebook



{عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} _ التعبير الدرس الثالث توجيهي فلسطين


بسم الله الرحمن الرحيم ..
نقدم لكم اليوم الافكار المتعلقة بكتابة تعبير الدرس الثالث للغة العربية التوجيهي الفلسطيني ...

التعبير : بعد اربعة عشر قرنا ما زلنا نكتشف اسرار كل يوم اسرار الاية الكريمة
 ( وعلم الانسان ما يعلم )  , اكتب مقالة حول ذلك .

الافكار الرئيسية للموضوع : 

1. الاعجاز العلمي في القرآن الكريم . 

2. سعة علم الله سبحانه وتعالى وسعة خلقه وقدرته .

3. يجب ان تعزز مقالتك بالامثلة والاحاديث والايات الكريمة . 

4. المعارف والعلوم في وقتنا الحاضر ..

هذه المواضيع ليست للحفظ الا انك بقرائتها تستطلع على افكار رائعة لن تنساها باذن الله وستساعدك في كتابة موضوعك بقوة لاحظ الالفاظ والافكار ولاحظ الافكار والامثلة والايات والمقدمة والخاتمة كل هذا ضعه بعين الاعتبار عند كتابتك لموضوع التعبير في امتحان الثانوية العامة وهو جزء مهم جدا في العلامة .

الموضوع الاول : 

      كثرت الاقلام في عصر التقدم العلمي والثورة المعرفية , وها انا ذا الحق ركب الاقلام الكبير لاخط على هذه الاسطر البراقة موضوعا من اهم المواضيع , ركيزة من ركيزات العلم الحديث والقديم ركيزة العلم الدنيوي البسيط امام علم الله تعالى .

      قال تعالى بكتابه العزيز ( وعلم الانسان ما لم يعلم ) , ولا تذكر هذه الاية الا ونستذكر ادم - عليه اسلام - اول البشر الذي خلقه الله تعالى بجنانه الواسعة , فعلمه كل العلوم وعرضه بعد ذلك على ملائكته وامرهم بالسجود له , وفي هذا دلالة على منزلة ادم عند الله سبحانه وتعالى فلم يبق شيء إلا وعلم سبحانه آدم اسمه بكل لغة ، وذكره آدم للملائكة كما علمه . وبذلك ظهر فضله ، وتبين قدره ، وثبتت نبوته ، وقامت حجة الله على الملائكة وحجته ، وامتثلت الملائكة الأمر لما رأت من شرف الحال ، ورأت من جلال القدرة ، وسمعت من عظيم الأمر , ثم توارثت ذلك ذريته خلفا بعد سلف ، وتناقلوه قوما عن قوم .


          مع قوة الانفجار المعرفي، والتقدُّم الصِّناعي، الذي أصبح الإنسان به مخدومًا، وفي الوقت ذاته قلقًا مُضطربًا، نَحتاجُ إلى تَأَمُّلِ قَوْلِه - تعالى -: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].

خدمة يقدمها التطوُّر للإنسان في مآكله وملابسه ومراكبه، في حره وفي قره. وسائل للاتصال، وأخرى في سرعة الانتقال، يسّرت الحصول على المعرفة، وسهلت وصول المعلومة؛ فبينما كان طالب العلم سابقًا يقطع مئات الأميال؛ من أجل أن يحصل على حديث واحد، أصبح الآن يفتح الكتاب فتقع عينه على ما يريد، وأسهل من ذلك: يضغط على أزرار الحاسوب فإذا ما يريد أمامه.

وبينما كان الحاج يخرج إلى الحج من رمضان فلا يصل إلا وقت الحج مع الجِدِّ في السير، وقد يصل وربما لا يصل، وإذا أنهى حَجَّهُ قد يعود وربما لا يعود؛ أصبح في مقدور المسلم أن يصل مكة ويرجع منها في بضع ساعات!!
من الذي علم الإنسان هذه العلوم؟ ومن الذي سَهَّلَ له  طُرُقَ الوصول إليها واكتشافِها واختراعِها؟ إنه ربُّ العالمين، خالق الناس أجمعين. 
يجب أن يُنْسَبَ الفضلُ إلى أهله، وربنا هو أهل الفضل والجود: {صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]، كم نحتاج إلى تذاكر نعم الله علينا، وتدارس النُّصوص التي تدل على علمه وإحاطته وقدرته، مع التذكير بأنَّ هذه المكتشفات والمخترعات التي تبهر العقول هي من خلق الله - تعالى -، خلقها، ثم سخَّرها للبشر: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].
ويتأكَّدُ التذكير بذلك؛ لأنَّ فريقًا مِنَ النَّاس بهرهم ذلك التقدمُ الهائل في العلوم التجريبية، وكثرةُ المخترعاتِ والمكتشفاتِ، حتى نَسُوا أن يَنْسبوا الفضل لصاحب الفضل - تعالى وتقدس -، فسجَّلوا إعجابهم وإكبارهم للبشر الضعفاء، من الباحثين والمخترعين الذين: {لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان: 3]، ونسوا الذي: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] سواء كان هذا النسيان والغفلة عن قصد أم كان غير مقصود؛ لكنَّ القاصد منهم يعلن إلحاده وجحوده؛ كما قال الله عن أمثالهم: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83]. 

إن فريقًا من قومنا غطى انبهارهم بحضارة الغرب عقولهم؛ حتى إنهم يريدون منا التسليم والانقياد لكل ما يخرج من المعامل والمختبرات، والسير خلفه على أنه سائبةٌ لا ينبغي التعرُّضُ لها ولا توجيهها، فضلاً عن نقدها ولومها، وهذا يدعونا إلى إلقاء نظرة حول حقيقة مسيرة الإنسان العلمية، التي يسعى فيها لتحقيق ما يراه مصلحته ورفاهيته، فالإنسان في لهاثه العلمي إنما هو في سباق لاكتشاف جهله، جهلِه بعالم المجهول - مجهول الزمان والمكان والكم والكيف - الذي يطرقه فتنكشفُ له حقائقُ كانت حاضرةً ولا يشاهدُها، جهله الذي يراه - عندما يكتشف مخاطرَ ومضاعفات وخطأ  ما ظنه سابقًا - إنجازاتٍ علميةً هائلة، والتي كانت غائبةً عنه حينما: {وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} [يونس: 24][2].  
يحاول هذا الإنسان اختراق هذا المجهول عن طريق التجربة الحسية، والحفريات والتوثيق، والتأمُّل والتحليل، والاستقراء والإحصاء، وأحيانًا عن طريق الحدس والتوهم، والمسلم يستفيد مما صلح من ذلك كله إضافة إلى وسيلة لا ينتفع بها غيرُه، ألا وهي العلمُ بالغيب الذي يخبر به الشرع، فإذا كان الأمر كذلك فإن المسلم لا يحجر على العلم الإنساني؛ ولكنه في ذات الوقت لا ينساق خلفه انسياقًا أعمى؛ بل يضعه في موضعه الصحيح: وهو أن نسبته ـ مهما بلغ ـ إلى علم الله قليلة: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، {لا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: 255] {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 216] .
بل حتى نفسُ الإنسان وجسدُه وروُحه وما يختلج في صدره الله أعلم به:    {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]، { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ } [الإسراء: 25]. 
إن مصدر هذا العلم من الله - تعالى – {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282]، {كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 239]، {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5]، {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [المائدة: 4].
إنَّ الملائكة وهم أعلم وأقدر من البشر تأدَّبوا مع الله - تعالى - فخاطبوه قائلين {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
والأنبياء والمرسلون عندهم من العلم اليقيني ما ليس عند سائر البشر، ومع ذلك كانوا متأدِّبينَ مع الله - تعالى - إذ نسبوا علومهم إليه، هذا هود - عليه السلام - لما قال له قومه: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحقاف: 22 – 23]، وهذا عيسى - عليه السلام - لمَّا سأله الله - تعالى -: "هل أمر الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دونه قال - عليه السلام-: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116]، وموسى - عليه السلام - لما سأله فِرْعَوْنُ عن مصير القرون الأولى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} [طه: 52]، وشعيب - عليه السلام - قال: {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأعراف: 89]، وإبراهيم - عليه السلام - قال: {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأنعام: 80]، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لما سأله المشركون عن وقت النشر والحشر والحساب، أمره الله أن يقول: {إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} [الملك: 26]. 
وكانت طريقةُ الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - نسبة علومهم إلى الله - تعالى -، هذا يوسفُ - عليه السلام - نسب قدرته على تعبير الرؤى والعلم بها إلى تعليم الله له: {قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} [يوسف: 37] ولا ينسبون ما يعلمون إلى أنفسهم أدبًا مع الله - تعالى - فسليمان - عليه السلام - وهو يعلم لغة الطير ما قال إني علمتها من نفسي بل قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ } [النمل: 16].
إن نسبة العلوم إلى البشر، وتحدي الله - عز وجل - بهذه العلوم هي طريقة المشركين وفي مقدِّمَتِهِمْ قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78]. 
ويبقى العلم الحقيقي الشامل الذي لا يُنقض ولا تشوبه آفةُ الجهل السابقِ، أو الآني، أو اللاحق هو علم الله - تعالى -: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97]، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } [الرعد: 9]، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] ولكنَّ الإنسان عندما يغفل عن حقيقة علمه، فإنه يمضي بَطَرًا ببعض إنجازاته التي يظنُّ أنَّها لا يأتِيها البَاطِلُ من بين يديها ولا من خلفها. ينظر إلى مسيرته الماضية فيراها ظُلُماتٍ وجهالاتٍ، يَتَعَجَّبُ مِنْ جَهْلِ مَنْ سبقوه، وينتشي بما وصل إليه من هذه الإنجازات والعلوم، ثم يأتي من بعده ويتقدم قليلًا في طريق محو الجهل فيحقق إنجازاتٍ أخرى تُبطل الإنجازات السابقة التي ينظرُ إليها من جديد فيراها ضربًا من العبث... وهكذا دواليك تسيرُ مسيرة التقدُّم الإنساني.
وإذا تناولنا أبسط الأمثلة للدلالة على ذلك، فمثلاً في الطعام الذي يطعمه الإنسان نجد أنَّ اكتشاف تصنيع المواد الحافظة في صناعة الطعام المعلب كان إنجازًا مُهِمًّا وتَقَدّمًا عظيمًا، إذ كيف يُحفظُ الطعام مِنَ الفساد والعفونة مدة طويلة، والآن كيف ينظر إلى هذا الإنجاز العظيم؟! ذَهَبَتْ عظمته وتلاشت حينما اكتشف أن هذه المواد الحافظة سمومٌ تسري في جسد الإنسان عبر هذا الطعام حتى تفتك به[3]، فما أشد بَطَر الإنسان! وما أعظم جَهْله! وما أسرع تراجعه عن إنجازاته الهائلة!! 
   واخيرا فما يكفينا قول ولا مقالة للايفاء بحق هذه الاية العظيمة فعلم الله عظيم ومعجزات الاقرآن لا تنتهي ابدا ما دام على هذه الارض فهو كتاب معجز بحد ذاته يدل على صدق خير البشر محمد- صلى الله عليه وسلم - الصادق الامين , وفي الختام ادعو الله بان يفتح علينا من علومه ما فيه خير لدنيانا ووطننا الغالي فلسطين وادعوا الله بالامن والامان لهذا الوطن .

مصادر الموضوع : 

1. تفسير القرطبي . 


3. الكاتب عامر الجرادات . 









                  لاتنسى       صفحتنا على    : 





مع تحيات : عامر جرادات  :) 

لا تتردد في اي استفسار   اضغط هنا  




  # سوبر توجيهي_ للدراسة اساليب .

وحدة الحديث النبوي الشريف _ توجيهي فلسطين

عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكِّلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها. وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها، فائْتِ الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك" متفق عليه.

الشرح : - 

هذا الحديث احتوى على جملتين عظيمتين: إحداهما: أن الإمارة وغيرها من الولايات على الخلق، لا ينبغي للعبد أن يسألها، ويتعرض لها

. بل يسأل الله العافية والسلامة، فإنه لا يدري، هل تكون الولاية خيراً له أو شراً؟

 ولا يدري، هل يستطيع القيام بها، أم لا؟
 فإذا سألها وحرص عليها، وُكِّلَ إلى نفسه.
 ومتى وُكِّلَ العبد إلى نفسه لم يوفق، ولم يسدد في أموره، ولم يُعَن عليها؛ لأن سؤالها ينبئ عن محذورين:
الأول: الحرص على الدنيا والرئاسة،
والحرص يحمل على الريبة في التخوض في مال الله، والعلو على عباد الله.

الثاني: فيه نوع اتكال على النفس، وانقطاع عن الاستعانة بالله. ولهذا قال: "وكلت إليها".

 وأما من لم يحرص عليها ولم يتشوف لها، بل أتته من غير مسألة ورأى من نفسه عدم قدرته عليها، فإن الله يعينه عليها، ولا يكله إلى نفسه؛؟؟
 لأنه لم يتعرض للبلاء، ومن جاءه البلاء بغير اختياره حمل عنه، ووفق للقيام بوظيفته.

وفي هذه الحال يقوى توكله على الله تعالى، ومتى قام العبد بالسبب متوكلاً على الله نجح.

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "أعنت عليها" دليل على أن الإمارة وغيرها من الولايات الدنيوية جامعة للأمرين،(( للدين، والدنيا))؛ فإن المقصود من الولايات كلها؟؟إصلاح دين الناس ودنياهم.

ولهذا: يتعلق بها الأمر والنهي، والإلزام بالواجبات، والردع عن المحرمات، والإلزام بأداء الحقوق.

 وكذلك أمور السياسة والجهاد، فهي لمن أخلص فيها لله وقام بالواجب من أفضل العبادات، ولمن لم يكن كذلك من أعظم الأخطار.

ولهذا كانت من فروض الكفايات؛؟؟ لتوقف كثير من الواجبات عليها.

..... قوله صلى الله عليه وسلم : "وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها فائت الذي هوخير، وكفر عن يمينك".

 يشمل من حلف على ترك واجب، أو ترك مسنون؛ فإنه يكفر عن يمينه، ويفعل ذلك الواجب والمسنون الذي حلف على تركه. ويشمل من حلف على فعل محرم، أوفعل مكروه فإنه يؤمر بترك ذلك المحرم والمكروه، ويكفر عن يمينه.

فالأقسام الأربعة داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : "فائت الذي هوخير" لأن فعل المأمور مطلقاً، وترك المنهي مطلقاً: من الخير. وهذا هو معنى قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ}

 أيلا تجعلوا اليمين عذراً لكم وعرضة ومانعاً لكم من فعل البر والتقوى، والصلح بين الناس إذا حلفتم على ترك هذه الأمور، بل كفروا أيمانكم، وافعلوا البر والتقوى، والصلح بين الناس. 

ويؤخذ من هذا الحديث: أن حفظ اليمين في غير هذه الأمور أولى، لكن إن كانت اليمين على فعل مأمور، أو ترك منهي، لم يكن له أن يحنث. وإن كانت في المباح، خيّر بين الأمرين. وحفظها أولى. واعلم أن الكفَّارة لا تجب إلا في اليمين المنعقدة على مستقبل إذا حلف وحنث. وهي على التخيير بين العتق، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
وأما اليمين على الأمور الماضية أو لغو اليمين، كقول الإنسان: لا والله، وبلى والله في عرض حديثه: فلا كفارة فيها. والله أعلم. (اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن ، أو يعلم من يعمل بهن ؟ فقال أبو هريرة : قلت : أنا يا رسول الله . فأخذ بيدي فعد خمسا ؛ فقال : اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب)

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2567 


شرح الحديث

قال: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس)): أي احذر الوقوع في جميع ما حرم الله عليك، والله عز وجل يقول: ((وقد فصّل لكم ما حرم عليكم ))[ الأنعام:119].

وقوله : ((وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))، 

معناه : اقنع بما أعطاك الله، وجعله حظك من الرزق، تكن أغنى الناس، فإن من قنع استغنى، وقد قال : ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)

قال الحافظ ابن حجر: والحاصل أن المتصف بغنى النفس يكون قانعا بما رزقه الله لا يحرص على الازدياد لغير حاجة، ولا يلح في الطلب، ولا يحلف في السؤال، بل يرضى بما قسم الله له، فكأنه واجد أبدا. والمتصف بفقر النفس على الضد منه لكونه لا يقنع بما أعطي، بل هو أبدا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه، ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف، فكأنه فقير من المال، لأنه لم يستغن بما أعطي، فكأنه ليس بغني

قوله : ((وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا)). 

قد أمر الله بالإحسان إلى الجيران فقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم [النساء:36].

قوله : ((وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما))
أي كامل الإسلام، وهو يفيد أنه على قدر نقصان هذا الحب ينقص الإسلام. 

وقد رتّب النبي على هذه الخصلة دخول الجنة، فقال : ((من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه))

وأما قوله : ((ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) 

ففيه النهي الظاهر عن كثرة الضحك، وبيان علة النهي وهي: ((أن كثرة الضحك تميت القلب)) 
أي: تجعله مغمورا في الظلمات، بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة، ولا يدفع عنها شيئا من مكروه. وحياته وإشراقه مادة كل خير، وموته وظلمته مادة كل شر، وبحياته تكون قوته وسمعه وبصره، وتصور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه. 

وفي الحديث إيذان بالإذن في قليل الضحك لا سيما للمصلحة، وهذا هو هدي النبيين وعباد الله الصالحين، قال تعالى عن سليمان عليه السلام – لما سمع قول النمل: فتبسم ضاحكا من قولها [النمل:19].
******************

وقد حذرـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ من الضحك المذموم بأعراض الناس او يسخر منهم ـ قال رسول الله صلى عليه وسلم ـ ويل لمن يحدثك فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له-
يجب على كل مسلم بان يعمل بهذه الوصايا لأنها جامعة لكل صفات الخير ومانعة من كل شر .


من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " . 



وهذا الحديث دل على فضل العلم من خمسة أوجه:

1--أولًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل طلب العلم بابًا من أبواب الجنة.
تريد الجنة؟ اسلك طريق العلم، إذا رأيت من يتحلقون في حلق الذكر، ويجتمعون في مجالس العلم؛ فاعلم أنهم يطرقون بابًا من أبواب الجنة -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.


فالجنة لها أبواب، ولها طرق، من طرقها: أن تطلب العلم الشرعي.
2---الوجه الثاني من فضل العلم: قال: (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع).

الإمام الماوردي -رحمه الله- في كتابه "أدب الدنيا والدين" ذكر عدة معانٍ لهذا الحديث. ما معنى (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع)؟
قال: "إن الملائكة تتواضع لمعلم الناس الخير".

قال: من الأوجه أيضًا -رحمه الله: "إن الملائكة تطير، فإذا بلغت حلق الذكر جلست لتستمع إلى: قال الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم".


3--الوجه الثالث: قال: (وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب). النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل العالم على العابد.

قال الإمام النووي -رحمه الله- وهو من أئمة الشافعية: "وبإجماع العلماء: أن العالم أفضل من العابد، لأن نفع العابد مقتصر على نفسه، بينما نفع العلم عام للناس، والنفع

المتعدي في الشريعة أجره أعظم عند الله -جل وعلا".
وقد حقق هذا المعنى الإمام الشاطبي -رحمه الله- في كتابه الاعتصام.


وهنا لفتة ذكرها امام ابن القيم -رحمه الله: أيهما أشد ضوءًا؛ الشمس أم القمر؟

الشمس. لماذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العالم بالقمر، ولم يشبهه بالشمس؟

قال: "لذلك فوائد:

أ--أما الفائدة الأولى: فلأن القمر يستمد ضوؤه من الشمس، فكذلك العالم يستمد نوره من كتاب الله، ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.

ب--الأمر الثاني: الشمس في حالة واحدة، في أول الشهر وآخره، بينما القمر تارة يكون بدرًا، وتارة يكون محاقًا، وتراه يكون هلالًا. وهكذا العلماء، منهم من هو كالبدر في تمامه، ومنهم من هو كالهلال، ومنهم من هو دون ذلك، ومنهم من هو فوق ذلك، والله يختار ما يشاء.

4--قال -صلى الله عليه وسلم- وهذا الوجه الرابع: قال: (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في جوف الماء).
يقول ابن جماعة -رحه الله- في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم، قال: "الناس يتنافسون في دعاء الرجل الصالح، أومَن يُظن صلاحه، فكيف بدعاء هذه العجماوات التي لم تعصِ الله -جل وعلا؟!

قال: (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات -وهم الملائكة- ومن في الأرض، حتى الحيتان في جوف الماء).

5--الوجه الخامس: قال: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

ورد في بعض الآثار أن أبا هريرة -رضي الله عنه وأرضه- دخل على الناس في السوق في المدينة، فرآهم يبيعون ويشترون، فقام فيهم خطيبًا، قال: "أيها الناس، أنتم ها هنا، وميراث محمد -صلى الله عليه وسلم- يقسم؟!

قالوا: أي ميراث؟
قال: "في مسجد رسول الله".
ذهب الناس، ودخلوا إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرأوا الناس ما بين متحلق في حلقة علم، ما بين قارئ للقرآن، وما بين مصلٍّ، وما بين ذاكر لله -جل وعلا-، قالوا: أين ميراثه؟
قال: هذ ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم.
فالعلماء هم ورثة الأنبياء.



 حديث (نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ)

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  ، قُلْتُ:إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟
قَالَ : « نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ ». (1)
السَّائِلَةٌ :
هِيَ : أم عبدالله أَسْمَاءَ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ الصديق، القرشية، التميمية، شقيقة عبدالله بن أبي بكر وزوج الزبير بن العوام .
وُلِدَتْ أسماء قَبْلَ الهجرة بسبعٍ وعشرينَ سنة وهي أسن من أختها لأبِيْهَا عائشة –رضي الله عنها- ، أسلمت بعد سبعة عشر إنسانًا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبدِالله بن الزُّبير، فوضَعته بقُباءَ.
كانت تسمى: «ذَاتَ النِّطاقَيْنِ » لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم  ولأبيها سفرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدُّها بها، فشقّت نطاقها، وشدّت السفرة به، فَسمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ذات النِّطاقين.
عاشت وطال عمرها، وعَمِيَت، وبقيت إلى أن قتل ابنها عبدالله، سنة ثلاث وسبعين، وماتت بعده بعشرة أيام أو نحوها، ولها مائة سنة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم  عدة أحاديث، روى عنها ابنها عروة وعبدالله بن عباس، وعباد بن عبدالله بن الزبير، وأبو بكر وعامر ابنا عبدالله بن الزبير، وغيرهم –رضي الله عنهم- .(2)
معاني الحديث :
رَاغِبَةٌ : طلبٌ لشيءٍ (3)
أَصِلُها: هي ضَمّ شيءٍ إلى شَيء حتى يَعْلَقَهُ ،والوَصْل ضِدُّ الهجْران (5) .
وَصَلْتُ الإنْسَانَ؛ أصلُه: بَرَرْتُه، وأيضًا أعطيتُه، و يُسَمَّى عكسُهُ قطْعًا (6) .
وصلةُ الرحم: الإحسان إلى ذوي القرابة والتعطُّف عليهم والرفق بهم ورعاية أحوالهم، وقطعها ضدّ ذلك كله (7) .

منْ فوائدِ الحديثِ :
1/ حُسن الصُّحبةِ للوالدين المُشَرِكَيْن واجِبَةٌ بكتابِ الله وسُنَّة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم  .
قال تعالى: ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (8) .
فأمر الله سُبحانه ببرِّهما والإحسَان إليهما وإن كانا مشركين (9) .
ومن السنة حديث أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها - .
2/ في قول السائلة أسماء –رضي الله عنها-: «فاستفيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  » دليلٌ على فضل أسماء –رضي الله عنها-، وحرصها على الاستبراء لأمر دينها (10) ، وتحري حكم الشارع فيما عرض لها من التباس الواجب (وهو صلة الوالدة) بالمحرم (وهو موالاة الكافر).
والمتعيِّنُ لمن شُبِّه له مثل هذا وجهل وجه الحقِّ فيه المبادرة إلى السؤال والبحث عن الصواب قبل إتيانه والوقوع في الحرج .
3/ قدوم أمِّ أسماء بنت أبي بكرٍ على ابنتها وهي «رَاغِبَةٌ » معناه: مشركة راغبة عن الإسلام كارهة له، طامعة في بِّر ابنتها ومكافآتها ورفدها والقرب منها، خائفة من ردِّها وهداياها، كارهة للإسلام فلم تقدم راغبة في الدين والإقامة في المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم  .
وهذا تفسير الجمهور وهو المعنى الراجح، يؤيده ما رواه البخاري – رحمه الله - بلفظ: «وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  » الحديث .
وروى الحاكم عن عبدالله بن الزبير – رضي الله عنه - قال: قدمت قتيلة بنت العزى بن أسعد من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر الصديق –رضي الله عنها- وكان أبو بكر طلّقها في الجاهلية، فقدمت على ابنتها بهدايا، ضبابًا وسمنًا وأقطًا، فأبت أسماء أن تأخذ منها وتقبل منها وتدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها، فأنزل الله عز وجل: (َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (11)    إلى آخر الآيتين .

وقال القاضي عياض – رحمه الله - : فيه جواز صلة المشــرك ذي القرابة والحرمة والذِّمام.
وقبول هديته، لقوله تعالى: ( َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (16)  .
فهي رخصة من الله تعالى في صلة الكفّار من ذوي القرابة وغيرهم، ما داموا على عهدٍ مع المسلمين، لم يقاتلوهم، فيتناول معنى الآية والدة أسماء التي قدمت في صلح الحديبية وكل من كان في معناها لأن اللفظ عام .

وهذا هو فقه الترجمة التي عقدها البخاري –رحمه الله- لهذا الحديث، فقال: باب صلة المرأة أمها ولها زوج.


 [ وروى جابر بن عبد الله قال: (لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: بلى، قال: وما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحاً قال: يا عبد الله ! تمن عليَّ أعطك، قال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]) ، رواه ابن ماجة ].

 وقد رواه ابن ماجة في المقدمة باب ما أنكرت الجهمية، وفي كتاب الجهاد، ورواه الترمذي أيضاً في كتاب التفسير، و ابن أبي عاصم في السنة، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وليس بحسن، ولا بأس به فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وفيه منقبة لـعبد الله بن حرام -وهو والد جابر رضي الله عنه- عندما قتل شهيداً يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه جابر( يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله لأبيك عبد الله بن حرام ؟ قال: بلى، قال: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً) يعني: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب أي: من وراء واسطة (وكلم أباك كفاحاً) أي: مواجهة ليس بينه وبينه حجاب ولا رسول، وهذه منقبة لـعبد الله بن حرام ، وهي: أن الله كلمه من دون واسطة، وأما غيره فهو من وراء حجاب.ما الذي قال الله له؟ قال الله لـعبد الله بن حرام: (يا عبد الله ! تمن عليَّ أعطك، فقال عبد الله بن حرام : يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية)، لما رأى فضل الشهادة وأن منزلتها عالية، وأن الشهيد له فضل عظيم تمنى أن يعاد إلى الدنيا مرة ثانية حتى يقتل شهيداً مرة ثانية ليضاعف له الأجر، ويكون له أجر شهيدين، فقال الله: (إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون)، أي: لا يرجعون إلى الدنيا، وهذا أيضاً قاله الشهداء الذين قتلوا في بعض الغزوات، لعل الله أن يستجيب لهم، فقال الله: (إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي). فسأل الله أن يبلغ من وراءه (فأنزل الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169])، فبلغ الله سبحانه عن عبد الله بن حرام ، وبلغ عن الشهداء، وأخبر عن حالهم، وأنهم في عيش طيب، وأنهم أحياء يرزقون عند الله في حياة برزخية غير الحياة الحقيقة، قد زالت عنهم الهموم التي في الدنيا، والأكدار، والأنكاد، والأمراض، والأسقام، والخوف من الفتن التي في الدنيا، وتحققت لهم السعادة الأبدية، ولهذا جاء في الحديث (ما من مؤمن يموت وله عند الله خير، فيود أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يود أن يرجع إلى الدنيا مرة أخرى حتى يقتل شهيداً مرة أخرى)، فالمؤمن إذا رأى ما أعده الله له من الكرامة في الجنة لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا؛ لأنه قد زالت عنه جميع الهموم، والأسقام، والأمراض، والفتن التي كانت في الدنيا، فقد كان معرضاً للأسقام وللفتن وللهموم وللمصائب وللأمراض، والشهداء لهم منزلة عالية عند الله، ولهذا جاء في الحديث -إن ثبت-: (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة، وترد أنهارها، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش)، وأما المؤمن غير الشهيد؛ فإن روحه تتلاعب وحدها، تأخذ شكل طائر، كما في الحديث الآخر: (نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يلقاه)، فعوض الله أرواحهم أجساداً تتلاعب بواسطتها، وهي حواصل طير تسرح في الجنة، فكان تنعم الشهيد أكبر من تنعم المؤمن، وإن كان كل منهما روحه في الجنة؛ وذلك لأن الشهداء بذلوا أرواحهم في سبيله سبحانه وتعالى. 

((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.

 إن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئاً من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي، ولا مشي، ولا هرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ما قالاه في المشي والهرولة لموافق ما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت؟ وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق.

فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ما أثبته الله لنفسه، إثباتاً بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة، كالفقهاء السبعة، وكمالك بن أنس، والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام، يقولون: أمروها كما جاءت، وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.


أسأل الله ان اكون قد وفيت هذه الاحاديث الشريفة حقها وان كان ما قدمنا هو شرح موجز لهذه الاحاديث ..








شرح الحديث النبوي الشريف الوحدة الثانية _ توجيهي فلســــــطين

عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكِّلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها. وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها، فائْتِ الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك" متفق عليه.

الشرح : - 

هذا الحديث احتوى على جملتين عظيمتين: إحداهما: أن الإمارة وغيرها من الولايات على الخلق، لا ينبغي للعبد أن يسألها، ويتعرض لها

. بل يسأل الله العافية والسلامة، فإنه لا يدري، هل تكون الولاية خيراً له أو شراً؟

 ولا يدري، هل يستطيع القيام بها، أم لا؟
 فإذا سألها وحرص عليها، وُكِّلَ إلى نفسه.
 ومتى وُكِّلَ العبد إلى نفسه لم يوفق، ولم يسدد في أموره، ولم يُعَن عليها؛ لأن سؤالها ينبئ عن محذورين:
الأول: الحرص على الدنيا والرئاسة،
والحرص يحمل على الريبة في التخوض في مال الله، والعلو على عباد الله.

الثاني: فيه نوع اتكال على النفس، وانقطاع عن الاستعانة بالله. ولهذا قال: "وكلت إليها".

 وأما من لم يحرص عليها ولم يتشوف لها، بل أتته من غير مسألة ورأى من نفسه عدم قدرته عليها، فإن الله يعينه عليها، ولا يكله إلى نفسه؛؟؟
 لأنه لم يتعرض للبلاء، ومن جاءه البلاء بغير اختياره حمل عنه، ووفق للقيام بوظيفته.

وفي هذه الحال يقوى توكله على الله تعالى، ومتى قام العبد بالسبب متوكلاً على الله نجح.

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "أعنت عليها" دليل على أن الإمارة وغيرها من الولايات الدنيوية جامعة للأمرين،(( للدين، والدنيا))؛ فإن المقصود من الولايات كلها؟؟: إصلاح دين الناس ودنياهم.

ولهذا: يتعلق بها الأمر والنهي، والإلزام بالواجبات، والردع عن المحرمات، والإلزام بأداء الحقوق.

 وكذلك أمور السياسة والجهاد، فهي لمن أخلص فيها لله وقام بالواجب من أفضل العبادات، ولمن لم يكن كذلك من أعظم الأخطار.

ولهذا كانت من فروض الكفايات؛؟؟ لتوقف كثير من الواجبات عليها.

..... قوله صلى الله عليه وسلم : "وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها فائت الذي هوخير، وكفر عن يمينك".

 يشمل من حلف على ترك واجب، أو ترك مسنون؛ فإنه يكفر عن يمينه، ويفعل ذلك الواجب والمسنون الذي حلف على تركه. ويشمل من حلف على فعل محرم، أوفعل مكروه فإنه يؤمر بترك ذلك المحرم والمكروه، ويكفر عن يمينه.

فالأقسام الأربعة داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم : "فائت الذي هوخير" لأن فعل المأمور مطلقاً، وترك المنهي مطلقاً: من الخير. وهذا هو معنى قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ}

 أي: لا تجعلوا اليمين عذراً لكم وعرضة ومانعاً لكم من فعل البر والتقوى، والصلح بين الناس إذا حلفتم على ترك هذه الأمور، بل كفروا أيمانكم، وافعلوا البر والتقوى، والصلح بين الناس. 

ويؤخذ من هذا الحديث: أن حفظ اليمين في غير هذه الأمور أولى، لكن إن كانت اليمين على فعل مأمور، أو ترك منهي، لم يكن له أن يحنث. وإن كانت في المباح، خيّر بين الأمرين. وحفظها أولى. واعلم أن الكفَّارة لا تجب إلا في اليمين المنعقدة على مستقبل إذا حلف وحنث. وهي على التخيير بين العتق، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
وأما اليمين على الأمور الماضية أو لغو اليمين، كقول الإنسان: لا والله، وبلى والله في عرض حديثه: فلا كفارة فيها. والله أعلم. (اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن ، أو يعلم من يعمل بهن ؟ فقال أبو هريرة : قلت : أنا يا رسول الله . فأخذ بيدي فعد خمسا ؛ فقال : اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ، ولا تكثر الضحك ؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب)

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2567 


شرح الحديث

قال: ((اتق المحارم تكن أعبد الناس)): أي احذر الوقوع في جميع ما حرم الله عليك، والله عز وجل يقول: ((وقد فصّل لكم ما حرم عليكم ))[ الأنعام:119].

وقوله : ((وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))، 

معناه : اقنع بما أعطاك الله، وجعله حظك من الرزق، تكن أغنى الناس، فإن من قنع استغنى، وقد قال : ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)

قال الحافظ ابن حجر: والحاصل أن المتصف بغنى النفس يكون قانعا بما رزقه الله لا يحرص على الازدياد لغير حاجة، ولا يلح في الطلب، ولا يحلف في السؤال، بل يرضى بما قسم الله له، فكأنه واجد أبدا. والمتصف بفقر النفس على الضد منه لكونه لا يقنع بما أعطي، بل هو أبدا في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه، ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف، فكأنه فقير من المال، لأنه لم يستغن بما أعطي، فكأنه ليس بغني

قوله : ((وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا)). 

قد أمر الله بالإحسان إلى الجيران فقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم [النساء:36].

قوله : ((وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما))
أي كامل الإسلام، وهو يفيد أنه على قدر نقصان هذا الحب ينقص الإسلام. 

وقد رتّب النبي على هذه الخصلة دخول الجنة، فقال : ((من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه))

وأما قوله : ((ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) 

ففيه النهي الظاهر عن كثرة الضحك، وبيان علة النهي وهي: ((أن كثرة الضحك تميت القلب)) 
أي: تجعله مغمورا في الظلمات، بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة، ولا يدفع عنها شيئا من مكروه. وحياته وإشراقه مادة كل خير، وموته وظلمته مادة كل شر، وبحياته تكون قوته وسمعه وبصره، وتصور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه. 

وفي الحديث إيذان بالإذن في قليل الضحك لا سيما للمصلحة، وهذا هو هدي النبيين وعباد الله الصالحين، قال تعالى عن سليمان عليه السلام – لما سمع قول النمل: فتبسم ضاحكا من قولها [النمل:19].
******************

وقد حذرـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ من الضحك المذموم بأعراض الناس او يسخر منهم ـ قال رسول الله صلى عليه وسلم ـ ويل لمن يحدثك فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له-
يجب على كل مسلم بان يعمل بهذه الوصايا لأنها جامعة لكل صفات الخير ومانعة من كل شر .


من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " . 



وهذا الحديث دل على فضل العلم من خمسة أوجه:

1--أولًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل طلب العلم بابًا من أبواب الجنة.
تريد الجنة؟ اسلك طريق العلم، إذا رأيت من يتحلقون في حلق الذكر، ويجتمعون في مجالس العلم؛ فاعلم أنهم يطرقون بابًا من أبواب الجنة -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.


فالجنة لها أبواب، ولها طرق، من طرقها: أن تطلب العلم الشرعي.
2---الوجه الثاني من فضل العلم: قال: (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع).

الإمام الماوردي -رحمه الله- في كتابه "أدب الدنيا والدين" ذكر عدة معانٍ لهذا الحديث. ما معنى (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع)؟
قال: "إن الملائكة تتواضع لمعلم الناس الخير".

قال: من الأوجه أيضًا -رحمه الله: "إن الملائكة تطير، فإذا بلغت حلق الذكر جلست لتستمع إلى: قال الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم".


3--الوجه الثالث: قال: (وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب). النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل العالم على العابد.

قال الإمام النووي -رحمه الله- وهو من أئمة الشافعية: "وبإجماع العلماء: أن العالم أفضل من العابد، لأن نفع العابد مقتصر على نفسه، بينما نفع العلم عام للناس، والنفع

المتعدي في الشريعة أجره أعظم عند الله -جل وعلا".
وقد حقق هذا المعنى الإمام الشاطبي -رحمه الله- في كتابه الاعتصام.


وهنا لفتة ذكرها امام ابن القيم -رحمه الله: أيهما أشد ضوءًا؛ الشمس أم القمر؟

الشمس. لماذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العالم بالقمر، ولم يشبهه بالشمس؟

قال: "لذلك فوائد:

أ--أما الفائدة الأولى: فلأن القمر يستمد ضوؤه من الشمس، فكذلك العالم يستمد نوره من كتاب الله، ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.

ب--الأمر الثاني: الشمس في حالة واحدة، في أول الشهر وآخره، بينما القمر تارة يكون بدرًا، وتارة يكون محاقًا، وتراه يكون هلالًا. وهكذا العلماء، منهم من هو كالبدر في تمامه، ومنهم من هو كالهلال، ومنهم من هو دون ذلك، ومنهم من هو فوق ذلك، والله يختار ما يشاء.

4--قال -صلى الله عليه وسلم- وهذا الوجه الرابع: قال: (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في جوف الماء).
يقول ابن جماعة -رحه الله- في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم، قال: "الناس يتنافسون في دعاء الرجل الصالح، أومَن يُظن صلاحه، فكيف بدعاء هذه العجماوات التي لم تعصِ الله -جل وعلا؟!

قال: (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات -وهم الملائكة- ومن في الأرض، حتى الحيتان في جوف الماء).

5--الوجه الخامس: قال: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

ورد في بعض الآثار أن أبا هريرة -رضي الله عنه وأرضه- دخل على الناس في السوق في المدينة، فرآهم يبيعون ويشترون، فقام فيهم خطيبًا، قال: "أيها الناس، أنتم ها هنا، وميراث محمد -صلى الله عليه وسلم- يقسم؟!

قالوا: أي ميراث؟
قال: "في مسجد رسول الله".
ذهب الناس، ودخلوا إلى مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرأوا الناس ما بين متحلق في حلقة علم، ما بين قارئ للقرآن، وما بين مصلٍّ، وما بين ذاكر لله -جل وعلا-، قالوا: أين ميراثه؟
قال: هذ ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم.
فالعلماء هم ورثة الأنبياء.



 حديث (نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ)

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  ، قُلْتُ:إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟
قَالَ : « نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ ». (1)
السَّائِلَةٌ :
هِيَ : أم عبدالله أَسْمَاءَ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ الصديق، القرشية، التميمية، شقيقة عبدالله بن أبي بكر وزوج الزبير بن العوام .
وُلِدَتْ أسماء قَبْلَ الهجرة بسبعٍ وعشرينَ سنة وهي أسن من أختها لأبِيْهَا عائشة –رضي الله عنها- ، أسلمت بعد سبعة عشر إنسانًا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبدِالله بن الزُّبير، فوضَعته بقُباءَ.
كانت تسمى: «ذَاتَ النِّطاقَيْنِ » لأنها صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم  ولأبيها سفرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدُّها بها، فشقّت نطاقها، وشدّت السفرة به، فَسمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ذات النِّطاقين.
عاشت وطال عمرها، وعَمِيَت، وبقيت إلى أن قتل ابنها عبدالله، سنة ثلاث وسبعين، وماتت بعده بعشرة أيام أو نحوها، ولها مائة سنة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم  عدة أحاديث، روى عنها ابنها عروة وعبدالله بن عباس، وعباد بن عبدالله بن الزبير، وأبو بكر وعامر ابنا عبدالله بن الزبير، وغيرهم –رضي الله عنهم- .(2)
معاني الحديث :
رَاغِبَةٌ : طلبٌ لشيءٍ (3)
أَصِلُها: هي ضَمّ شيءٍ إلى شَيء حتى يَعْلَقَهُ ،والوَصْل ضِدُّ الهجْران (5) .
وَصَلْتُ الإنْسَانَ؛ أصلُه: بَرَرْتُه، وأيضًا أعطيتُه، و يُسَمَّى عكسُهُ قطْعًا (6) .
وصلةُ الرحم: الإحسان إلى ذوي القرابة والتعطُّف عليهم والرفق بهم ورعاية أحوالهم، وقطعها ضدّ ذلك كله (7) .

منْ فوائدِ الحديثِ :
1/ حُسن الصُّحبةِ للوالدين المُشَرِكَيْن واجِبَةٌ بكتابِ الله وسُنَّة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم  .
قال تعالى: ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (8) .
فأمر الله سُبحانه ببرِّهما والإحسَان إليهما وإن كانا مشركين (9) .
ومن السنة حديث أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها - .
2/ في قول السائلة أسماء –رضي الله عنها-: «فاستفيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  » دليلٌ على فضل أسماء –رضي الله عنها-، وحرصها على الاستبراء لأمر دينها (10) ، وتحري حكم الشارع فيما عرض لها من التباس الواجب (وهو صلة الوالدة) بالمحرم (وهو موالاة الكافر).
والمتعيِّنُ لمن شُبِّه له مثل هذا وجهل وجه الحقِّ فيه المبادرة إلى السؤال والبحث عن الصواب قبل إتيانه والوقوع في الحرج .
3/ قدوم أمِّ أسماء بنت أبي بكرٍ على ابنتها وهي «رَاغِبَةٌ » معناه: مشركة راغبة عن الإسلام كارهة له، طامعة في بِّر ابنتها ومكافآتها ورفدها والقرب منها، خائفة من ردِّها وهداياها، كارهة للإسلام فلم تقدم راغبة في الدين والإقامة في المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم  .
وهذا تفسير الجمهور وهو المعنى الراجح، يؤيده ما رواه البخاري – رحمه الله - بلفظ: «وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  » الحديث .
وروى الحاكم عن عبدالله بن الزبير – رضي الله عنه - قال: قدمت قتيلة بنت العزى بن أسعد من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر الصديق –رضي الله عنها- وكان أبو بكر طلّقها في الجاهلية، فقدمت على ابنتها بهدايا، ضبابًا وسمنًا وأقطًا، فأبت أسماء أن تأخذ منها وتقبل منها وتدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها، فأنزل الله عز وجل: (َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (11)    إلى آخر الآيتين .

وقال القاضي عياض – رحمه الله - : فيه جواز صلة المشــرك ذي القرابة والحرمة والذِّمام.
وقبول هديته، لقوله تعالى: ( َلا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (16)  .
فهي رخصة من الله تعالى في صلة الكفّار من ذوي القرابة وغيرهم، ما داموا على عهدٍ مع المسلمين، لم يقاتلوهم، فيتناول معنى الآية والدة أسماء التي قدمت في صلح الحديبية وكل من كان في معناها لأن اللفظ عام .

وهذا هو فقه الترجمة التي عقدها البخاري –رحمه الله- لهذا الحديث، فقال: باب صلة المرأة أمها ولها زوج.


 [ وروى جابر بن عبد الله قال: (لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ قال: بلى، قال: وما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحاً قال: يا عبد الله ! تمن عليَّ أعطك، قال: يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]) ، رواه ابن ماجة ].

 وقد رواه ابن ماجة في المقدمة باب ما أنكرت الجهمية، وفي كتاب الجهاد، ورواه الترمذي أيضاً في كتاب التفسير، و ابن أبي عاصم في السنة، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وليس بحسن، ولا بأس به فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وفيه منقبة لـعبد الله بن حرام -وهو والد جابر رضي الله عنه- عندما قتل شهيداً يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه جابر( يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله لأبيك عبد الله بن حرام ؟ قال: بلى، قال: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً) يعني: ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب أي: من وراء واسطة (وكلم أباك كفاحاً) أي: مواجهة ليس بينه وبينه حجاب ولا رسول، وهذه منقبة لـعبد الله بن حرام ، وهي: أن الله كلمه من دون واسطة، وأما غيره فهو من وراء حجاب.ما الذي قال الله له؟ قال الله لـعبد الله بن حرام: (يا عبد الله ! تمن عليَّ أعطك، فقال عبد الله بن حرام : يا رب! تحييني فأقتل فيك ثانية)، لما رأى فضل الشهادة وأن منزلتها عالية، وأن الشهيد له فضل عظيم تمنى أن يعاد إلى الدنيا مرة ثانية حتى يقتل شهيداً مرة ثانية ليضاعف له الأجر، ويكون له أجر شهيدين، فقال الله: (إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون)، أي: لا يرجعون إلى الدنيا، وهذا أيضاً قاله الشهداء الذين قتلوا في بعض الغزوات، لعل الله أن يستجيب لهم، فقال الله: (إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون، قال: فأبلغ من ورائي). فسأل الله أن يبلغ من وراءه (فأنزل الله عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169])، فبلغ الله سبحانه عن عبد الله بن حرام ، وبلغ عن الشهداء، وأخبر عن حالهم، وأنهم في عيش طيب، وأنهم أحياء يرزقون عند الله في حياة برزخية غير الحياة الحقيقة، قد زالت عنهم الهموم التي في الدنيا، والأكدار، والأنكاد، والأمراض، والأسقام، والخوف من الفتن التي في الدنيا، وتحققت لهم السعادة الأبدية، ولهذا جاء في الحديث (ما من مؤمن يموت وله عند الله خير، فيود أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يود أن يرجع إلى الدنيا مرة أخرى حتى يقتل شهيداً مرة أخرى)، فالمؤمن إذا رأى ما أعده الله له من الكرامة في الجنة لا يتمنى أن يعود إلى الدنيا؛ لأنه قد زالت عنه جميع الهموم، والأسقام، والأمراض، والفتن التي كانت في الدنيا، فقد كان معرضاً للأسقام وللفتن وللهموم وللمصائب وللأمراض، والشهداء لهم منزلة عالية عند الله، ولهذا جاء في الحديث -إن ثبت-: (أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة، وترد أنهارها، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش)، وأما المؤمن غير الشهيد؛ فإن روحه تتلاعب وحدها، تأخذ شكل طائر، كما في الحديث الآخر: (نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يلقاه)، فعوض الله أرواحهم أجساداً تتلاعب بواسطتها، وهي حواصل طير تسرح في الجنة، فكان تنعم الشهيد أكبر من تنعم المؤمن، وإن كان كل منهما روحه في الجنة؛ وذلك لأن الشهداء بذلوا أرواحهم في سبيله سبحانه وتعالى. 

((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.

 إن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئاً من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي، ولا مشي، ولا هرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.
فهل ما قالاه في المشي والهرولة لموافق ما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت؟ وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق.

فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ما أثبته الله لنفسه، إثباتاً بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة، كالفقهاء السبعة، وكمالك بن أنس، والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام، يقولون: أمروها كما جاءت، وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.


أسأل الله ان اكون قد وفيت هذه الاحاديث الشريفة حقها وان كان ما قدمنا هو شرح موجز لهذه الاحاديث ..







                  لاتنسى       صفحتنا على    : 





مع تحيات : عامر جرادات  :) 

لا تتردد في اي استفسار   اضغط هنا  




  # سوبر توجيهي_ للدراسة اساليب .

اعلان مهم