title

تعديل

طالب التوجيهي بحاجة الى توجيه في كل نقطة وعليك كطالب ان تكون مستمعا جيدا لخبرات من سبقك من الطلاب , هذه المدونة لدع مطلاب التوجيهي او الثاني ثانوي في كل البلاد العربية املين من ان تتحقق الفائدة عامر جرادات

facebook



ايات من سورة النحل _ توجيهي فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم ...


نقدم لكم اليوم تفسير عام لايات سورة النحل المطلوبة في منهاج اللغة العربية توجيهي فلسطين .

كيف تدرس الايات ؟؟ 


1. اقرأ الايات أكثر من مرة .

2. اقرا تفسير كل اية على حدة وركز على المعاني الغريبة .

3. اقرا الايات مرة اخرى وتاكد من انك تفهم كل ما تقرأ بناءا على المعاني والتفاسير التي قرأتها .
4. إفهم مضمون الايات الكريمة والافكار التي تتلخص حولها .

5. رتب الافكار الرئيسية بلغتك واكتبها بجانب كل مجموعة من الايات. 

6. اعرف اساليب الانشاء المستخدمة في الايات ( الاستفهام وانواعه والنفي وغير ذلك ...

" ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير "

أي: هو تعالى المنفرد بغيب السماوات والأرض.
فلا يعلم الخفايا والبواطن, والأسرار, إلا هو.
ومن ذلك, علم الساعة, فلا يدري أحد متى تأتي, إلا الله.
فإذا جاءت وتجلت, لم تكن " إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ " من ذلك فيقوم الناس من قبورهم إلى يوم بعثهم ونشورهم, وتفوت الفرص لمن يريد الإمهال.
" إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فلا يستغرب على قدرته الشاملة, إحياؤه للموتى.

" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون "

أي: هو المنفرد بهذه النعم حيث " أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا " ولا تقدرون على شيء ثم إنه " وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ " .
خص هذه الأعضاء الثلاثة, لشرفها, وفضلها, ولأنها مفتاح لكل علم.
فلا يصل للعبد علم, إلا من أحد هذه الأبواب الثلاثة, وإلا فسائر الأعضاء, والقوى الظاهرة والباطنة, هو الذي أعطاهم إياها, وجعل ينميها فيهم, شيئا فشيئا إلى أن يصل كل أحد إلى الحالة اللائقة به.
وذلك لأجل أن يشكروا الله, باستعمال ما أعطاهم من هذه الجوارح, في طاعة الله.
فمن استعملها في غير ذلك, كانت حجة عليه, وقابل النعمة بأقبح المعاملة.

" ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون "

أي: لأنهم المنتفعون بآيات الله, المتفكرون فيما جعلت آية عليه.
وأما غير, فإن نظرهم نظر لهو, وغفلة.
ووجه الآية فيها, أن الله تعالى خلقها بخلقة تصلح للطيران.
ثم سخر لها هذا الهواء اللطيف.
ثم أودع فيها من قوة الحركة, وما قدرت به على ذلك.
وذلك دليل على حكمته, وعلمه الواسع, وعنايته الربانية بجميع مخلوقاته وكمال اقتداره, تبارك الله رب العالمين.
يذكر تعالى عباده بنعمه, ويستدعي منهم شكرها, والاعتراف بها فقال:

" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين "

" وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا " في الدور والقصور ونحوها, تكنكم من الحر والبرد, وتستركم, أنتم وأولادكم, وأمتعتكم, وتتخذون فيها الغرف والبيوت, التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم, وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم, وغير ذلك من الفوائد المشاهدة.
" وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ " إما من الجلد نفسه, أو مما نبت عليه, من صوف وشعر ووبر.
" بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا " أي: تجدونها خفيفة الحمل, تكون لكم " يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ " أي: في السفر والمنازل, التي لا قصد لكم في استيطانها فتقيكم من الحر, والبرد, والمطر, وتقي متاعكم من المطر.
وجعل لكم " وَمِنْ أَصْوَافِهَا " أي: الأنعام " وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا " وهذا شامل لكل ما يتخذ منها, من الآنية, والأوعية, والفرش, والألبسة, والأجلة, وغير ذلك.
" وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ " أي: تتمتعون بذلك في هذه الدنيا, وتنتفعون بها.
فهذا مما سخر الله العباد لصنعته وعمله.

" والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون "

" وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ " أي: من مخلوقاته التي لا صنعة لكم فيها.
" ظِلَالًا " وذلك, كأظلة الأشجار, والجبال, والآكام ونحوها.
" وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا " أي: مغارات, تكنكم من الحر والبرد, والأمطار, والأعداء.
" وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ " أي: ألبسة وثيابا " تَقِيكُمُ الْحَرَّ " .
ولم يذكر الله البرد, لأنه قد تقدم أن هذه السورة, أولها في أصول النعم, وآخرها في مكملاتها ومتمماتها.
ووقاية البرد, من أصول النعم, فإنه من الضرورة, وقد ذكره في أولها في قوله " لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ " .
" وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ " أي: وثيابا تقيكم وقت البأس والحرب, من السلاح, وذلك, كالدروع, والزرود, ونحوها.
" كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ " حيث أسبغ عليكم من نعمه, ما لا يدخل تحت الحصر.
" لَعَلَّكُمْ " إذا ذكرتم نعمة الله, ورأيتموها غامرة لكم من كل وجه " تُسْلِمُونَ " لعظمته, وتنقادون لأمره, وتصرفونها في طاعة موليها ومسديها.
فكثرة النعم, من الأسباب الجالبة من العباد, مزيد الشكر, والثناء بها الله تعالى.
ولكن أبى الظالمون, إلا تمردا وعنادا, ولهذا قال الله عنهم:

" فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين "



" فَإِنْ تَوَلَّوْا " عن الله, وعن طاعته, بعد ما ذكروا بنعمه وآياته.
" فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " ليس عليك من هدايتهم, وتوفيقهم شيء بل أنت مطالب بالوعظ والتذكير, والإنذار والتحذير.
فإذا أديت ما عليك, فحسابهم على الله, فإنهم يرون الإحسان, ويعرفون نعمة الله, ولكنهم بنكرونها ويجحدونها.
" وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ " لا خير فيهم, وما ينفعهم توالي الآيات, لفساد مشاعرهم, وسوء قصودهم, سيرون جزاء الله لكل جبار عنيد كفور للنعم, متمرد على الله, وعلى رسله.



" ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون "



يخبر تعالى, عن حال هؤلاء الذين كفروا في يوم القيامة, وأنه لا يقبل لهم عذر, ولا يرفع عنهم العقاب, وأن شركاءهم تتبرأ منهم, ويقرون على أنفسهم بالكفر والافتراء على الله, فقال: " وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا " يشهد عليهم بأعمالهم, وماذا أجابوا به الداعي إلى الهدى, وذلك الشهيد الذي يبعثه الله, أزكى الشهداء وأعدلهم, وهم: الرسل الذين إذا شهدوا تم عليهم الحكم.

" ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا " في الاعتذار, لأن اعتذارهم بعد ما علموا يقينا, بطلان ما هم عليه, اعتذار كاذب, لا يفيدهم شيئا.
وإن طلبوا أيضا الرجوع إلى الدنيا, ليستدركوا, لم يجابوا, ولم يعتبروا.
بل يبادرهم العذاب الشديد, الذي, لا يخفف عنهم من غير إنظار ولا إمهال, من حين يرونه, لأنهم لا حسنات لهم, وإنما تعد أعمالهم وتحصى, ويوقفون عليها ويقرون بها, ويفتضحون


" وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون "



" وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ " يوم القيامة وعلموا بطلانها, ولم يمكنهم الإنكار.
" قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ " ليس عندها نفع ولا شفيع.
فنوهوا بأنفسهم ببطلانها, وكفروا بها, وبدت البغضاء والعداوة بينهم وبينها.
" فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ " أي: ردت عليهم شركاؤهم قولهم, فقالت لهم: " إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ " حيث جعلتمونا شركاء لله, وعبدتمونا معه, فلم نأمركم بذلك, ولا زعمنا أن فينا استحقاقا للألوهية, فاللوم عليكم.

" وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون "


فحينئذ, استسلموا لله, وخضعوا لحكمه, وعلموا إنهم مستحقون للعذاب.
" وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " فدخلوا النار, وقد امتلأت قلوبهم من مقت أنفسهم, ومن حمد ربهم, وأنه لم يعاقبهم إلا بما كسبوا.



" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون "

يذكر الله تعالى في هذه الآية عاقبة المجرمين حيث كفروا بأنفسهم, وكذبوا بآيات الله, وحاربوا رسله, وصدوا الناس عن سبيل الله, وصاروا دعاة إلى الضلال, فاستحقوا مضاعفة العذاب كما تضاعف جرمهم, وكما أفسدوا في أرض الله.


" ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين "

لما ذكر فيما تقدم, أنه يبعث " فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا " ذكر ذلك أيضا هنا, وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال: " وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ " أي: على أمتك تشهد عليهم بالخير والشر.
وهذا من كمال عدل الله تعالى, أن كل رسول يشهد على أمته, لأنه أعظم اطلاعا من غيره, على أعمال أمته, وأعدل, وأشفق من أن يشهد عليهم إلا بما يستحقون.
وهذا كقوله تعالى " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " وقال تعالى: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ " .
وقوله " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ " في أصول الدين وفروعه, وفي أحكام الدارين, وكل ما يحتاج إليه العباد, فهو مبين فيه, أتم تبيين, بألفاظ واضحة, ومعان جلية.
حتى إنه تعالى يثني فيه الأمور الكبار, التي يحتاج القلب لمرورها عليه كل وقت, وإعادتها في كل ساعة, ويعيدها, ويبديها بألفاظ مختلفة وأدلة متنوعة, لتستقر في القلوب فتثمر من الخير والبر, بحسب ثبوتها في القلب.
وحتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح, معاني كثيرة, يكون اللفظ لها, كالقاعدة والأساس.
واعتبر هذا, بالآية التي بعد هذه الآية, وما فيها من أنواع الأوامر والنواهي, التي لا تحصى.
فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء, صار حجة اللة على العباد كلهم.
فانقطعت به حجة الظالمين, وانتفع به المسلمون, فصار هدى لهم, يهتدون به إلى أمر دينهم ودنياهم, ورحمة ينالون به كل خير في الدنيا والآخرة.
فالهدى, ما نالوا به, من علم نافع, وعمل صالح.
والرحمة, ما ترتب على ذلك, من ثواب الدنيا والآخرة, كصلاح القلب وبره, وطمأنينته.
وتمام العقل, الذي لا يتم إلا بتربيته على معانيه, التي هي أجل المعاني وأعلاها, والأعمال الكريمة والأخلاق الفاضلة, والرزق الواسع, والنصر على الأعداء بالقول والفعل, ونيل رضا الله تعالى, وكرامته العظيمة, التي لا يعلم ما فيها من النعيم المقيم, إلا الرب الرحيم.

" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "

فالعدل الذي أمر الله به, يشمل العدل في حقه, وفي حق عباده.
فالعدل في ذلك, أداء الحقوق كاملة موفورة, بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية, والمركبة منهما, في حقه, وحق عباده.
ويعامل الخلق بالعدل التام, فيؤدي كل وال, ما عليه, تحت ولايته, سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى, وولاية القضاء, ونواب الخليفة, ونواب القاضي.
والعدل هو: ما فرضه الله عليهم في كتابه, وعلى لسان رسوله, وأمرهم بسلوكه.
ومن العدل في المعاملات, أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات, بإيفاء جميع ما عليك, فلا تبخس لهم حقا, ولا تغشهم, ولا تخدعهم وتظلمهم.
فالعدل واجب, والإحسان فضيلة مستحبة, وذلك كنفع الناس, بالمال والبدن, والعلم, وغير ذلك من أنواع النفع, حتى يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول, وغيره.
وخص الله إيتاء ذوي القربى - وإن كان داخلا في العموم - لتأكد حقهم, وتعين صلتهم وبرهم, والحرص على ذلك.
ويدخل في ذلك, جميع الأقارب, قريبهم, وبعيدهم, لكن كل من كان أقرب, كان أحق بالبر.
وقوله " وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ " وهو: كل ذنب عظيم, استفحشته الشرائع والفطر, كالشرك بالله, والقتل بغير حق, والزنا, والسرقة, والعجب, والكبر, واحتقار الخلق, وغير ذلك من الفواحش.
ويدخل في المنكر, كل ذنب ومعصية, تتعلق بحق الله تعالى.
وبالبغي, كل عدوان على الخلق, في الدماء, والأموال, والأعراض.
فصارت هذه الآيه, جامعة لجميع المأمورات والمنهيات, لم يبق شيء, إلا دخل فيها.
فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات.
فكل مسألة مشتملة على عدل, أو إحسان, أو إيتاء ذي القربى, فهي مما أمر الله به.
وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر, أو بغي, فهي مما نهى الله عنه.
وبها يعلم حسن ما أمر الله به, وقبح ما نهى عنه.
وبها يعتبر ما عند الناس من الأقوال, وترد إليها سائر الأحوال.
فتبارك من جعل من كلامه, الهدى, والشفاء, والنور, والفرقان بين جميع الأشياء.
ولهذا قال: " يَعِظُكُمْ " أي: بما بينه لكم في كتابه, بأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم, عما فيه مضرتكم.
" لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " ما يعظكم به, فتفهمونه وتعقلونه.
فإنكم إذا تذكرتموه وعقلتموه, عملتم بمقتضاه, فسعدتم سعادة لا شقاوة معها.
فلما أمر بما هو واجب في أصل الشرع, أمر بوفاء ما أوجبه العبد على نفسه فقال " وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ " إلى قوله " فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " .



" وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون "



هذا يشمل جميع ما عاهد العبد عليه ربه, من العبادات, والنذور, والأيمان التي عقدها, إذا كان بها برا.
ويشتمل أيضا, ما تعاقد عليه هو وغيره, كالعهود بين المتعاقدين, وكالوعد الذي يعده العبد لغيره, ويؤكده على نفسه.
فعليه في جميع ذلك, الوفاء وتتميمها مع القدرة.
ولهذا نهى الله عن نقضها فقال: " وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا " بعقدها على اسم الله تعالى " وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ " أيها المتعاقدون " كَفِيلًا " .
فلا يحل لكم ان لا تحكموا ما جعلتم الله عليكم كفيلا, فيكون في ذلك ترك تعظيم الله, واستهانة به, وقد رضي الآخر منك باليمين, والتوكيد الذي جعلت الله فيه كفيلا.
فكما ائتمنك وأحسن ظنه فيك, فلتف له بما قلته وأكدته.
" إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ " فيجازي كل عامل بعمله, على حسب نيته ومقصده.



" ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون "



" وَلَا تَكُونُوا " في نقضكم للعهود بأسوإ الأمثال وأقبحها وأدلها على صفة متعاطيها.
وذلك " كَالَّتِي " تغزل غزلا قويا, فإذا استحكم, وتم ما أريد منه " نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ " فجعلته " أَنْكَاثًا " فتعبت على الغزل, ثم على النقض, ولم تستفد سوى الخيبة والعناء, وسفاهة العقل, ونقص الرأي.
فكذلك من نقض ما عاهد عليه, فهو ظالم جاهل سفيه, ناقص الدين والمروءة.
وقوله: " تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ " .
أي: لا تنبغي هذه الحالة منكم, تعقدون الأيمان المؤكدة, وتنتظرون فيها الفرص.
فإذا كان العاقد لها ضعيفا, غير قادر على الآخر, أتمها, لا لتعظيم العقد واليمين, بل لعجزه.
وإن كان قويا, يرى مصلحته الدنيوية في نقضها, نقضها غير مبال بعهد الله ويمينه.
كل ذلك دورانا مع أهوية النفوس, وتقديا لها على مراد الله منكم, وعلى المروءة الإنسانية, والأخلاق المرضية لأجل أن تكون أمة أكثر عددا وقوة من الأخرى.
وهذا " إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ " امتحانا حيث قيض لعباده من أسباب المحن ما يمتحن به الصادق الوفي, من الفاجر الشقي.
" وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " فيجازي كلا بعمله, ويخزى الغادر.



" ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون "



أي: " لَوْ شَاءَ اللَّهُ " لجمع الناس على الهدى, و " لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً " .
ولكنه تعالى, المنفرد بالهداية والإضلال - وهدايته وإضلاله, من أفعاله التابعة لعلمه وحكمته.
يعطي الهداية, من يستحقها, فضلا, ويمنعها من لا يستحقها, عدلا " وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " من خير وشر, فيجازيكم عليها, أتم الجزاء, وأعد له.



" ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم "



أي: " وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ " وعهودكم ومواثيقكم " دَخَلًا بَيْنَكُمْ " أي: تبعا لأهوائكم, متى شئتم وفيتم بها, ومتى شئتم نقضتموها.
فإنكم إذا فعلتم ذلك, تزل أقدامكم بعد ثبوتها على الصراط المستقيم.
" وَتَذُوقُوا السُّوءَ " أي: العذاب الذي يسوءكم ويحزنكم " بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ " حيث ضللتم, وأضللتم غيركم " وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " مضاعف.



" ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون "




يحذر تعالى عباده, من نقض العهود, والأيمان لأجل متاع الدنيا وحطامها فقال: " وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا " تنالونه بالنقض وعدم الوفاء.
" إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ " من الثواب العاجل والآجل, لمن آثر رضاه, وأوفى بما عاهد عليه الله " هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " من حطام الدنيا الزائلة " إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " .



" ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "



فآثروا ما يبقى على ما يفنى, فإن " مَا عِنْدَكُمْ " ولو كثر جدا, لا بد أن " يَنْفَدُ " ويفنى.
" وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ " ببقائه, لا يفنى ولا يزول.
فليس بعاقل, من آثر الفاني الخسيس, على الباقي النفيس, وهذا كقوله تعالى: " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " " وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ " .
وفي هذا, الحث والترغيب على الزهد في الدنيا.
خصوصا, الزهد المتعين, وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد, ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه, وتقديمه على حق الله, فإن هذا الزهد واجب.
ومن الدواعي للزهد, أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة.
فإنه يجد من الفرق والتفاوت, ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين.
وليس الزهد الممدوح, هو الانقطاع للعبادات القاصرة, كالصلاة, والصيام, والذكر ونحوها.
بل لا يكون العبد زاهدا, زهدا صحيحا, حتى يقوم بما يقدر عليه, من الأوامر الشرعية, الظاهرة والباطنة, ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل.
فالزهد الحقيقي, هو: الزهد فيما لا ينفع في الدين والدنيا, والرغبة والسعي, في كل ما ينفع.
" وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا " على طاعة الله, وعن معصيته, وفطموا أنفسهم عن الشهوات الدنيوية, المضرة يدينهم " أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " الحسنة بعشر أمثالها, إلى سبعمائة ضعف, إلى أضعاف كثيرة, فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ولهذا
ذكر جزاء العاملين في الدنيا والآخرة, فقال:


" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "


" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ " فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها, بل لا تسمى أعمالا صالحة, إلا بالإيمان, والإيمان مقتض لها, فإنه: التصديق الجازم, المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات.
فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً " وذلك بطمأنينة قلبه, وسكون نفسه, وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه, ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا, من حيث لا يحتسب.
" وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ " في الآخرة.
" أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " من أصناف اللذات, مما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
فيؤتيه الله في الدنيا حسنة, وفي الآخرة حسنة.







                  لاتنسى       صفحتنا على    : 





مع تحيات : عامر جرادات  :) 

لا تتردد في اي استفسار   اضغط هنا  




  # سوبر توجيهي_ للدراسة اساليب .

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

احتاج الى

Blogger Widgets

اعلان مهم